أشاد قائد أوركسترا دائم لأوبر القاهرة، وقائد أوركسترا حجرة الإسكندرية هشام جبر بالمهرجان الدولي الثقافي للموسيقى السيمفونية، والذي اعتبره المهرجان الوحيد والمتفرد المخصص للموسيقى الكلاسيكية من المحيط إلى الخليج. وقال جبر في حوار مع “الشعب” بأن الجزائر يحق لها أن تفتخر بهذا المهرجان الناجح الذي استطاع أن يخلق جسورا للتواصل الثقافي والفني، مشيرا إلى أن أوركسترا مكتبة الإسكندرية، والاوركسترا الوطنية الجزائرية اتفقتا على إقامة حفلات توأمة تنظم في كلا البلدين للتعريف أكثر بالموسيقى الكلاسيكية.
«الشعب”: بالتأكيد مشاركتكم الثانية في المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، جعلتكم تحملون انطباعا عن هذه التظاهرة الثقافية الفنية؟
هشام جبر: نعم هي ثاني مشاركة لأوركسترا مكتبة الإسكندرية بالمهرجان، حيث قام بقيادة الأوركسترا السنة الماضية المايسترو الموهوب “ناير ناجي”، وخلال هذه الطبعة تشرفت بقيادتها في الجزائر، والحقيقة نحن في منتهى السعادة بمشاركتنا للمرة الثانية في هذا المهرجان الناجح والهام.
وما هو الجديد الذي التمستموه من الطبعة الثانية عشر، مقارنة بالطبعة الماضية؟
في الحقيقة، ومن خلال مشاركتي السنة الماضية كعضو في أوركسترا مكتبة الإسكندرية، والسنة الحالية كقائد لها، فإن الطبعة الماضية كانت منظمة وناجحة، ويمكن أن أقول أنه المهرجان العربي الوحيد المخصص للموسيقى الكلاسيكية من المحيط إلى الخليج، ومن المفروض أن تفتخر الجزائر بهذا الإنجاز الكبير.
أتمنى أن تحتذي بمهرجان الموسيقى السيمفونية دول أخرى، أما هذه السنة فقد لاحظت حضورا جماهيريا كبيرا، كما أن تألق المهرجان بدا جليا في يومه الأول، ولهذا نأمل النجاح المستمر له، على اعتبار أنه مهرجان هام ومتفرد في العالم العربي.
كما يمكن القول أيضا إن مهرجان الموسيقى السيمفونية، هو المهرجان العربي الوحيد الذي يجوب مختلف ولايات الوطن، وهو ما ثمنه المشاركون في التظاهرة، كون هذه المبادرة تسهم في التعريف أكثر بالموسيقى الكلاسيكية العالمية؟
الأوركسترا الوطنية الجزائرية، تكاد تتفرد بأن لها حس للعدالة الثقافية، فهي تجول 19 ولاية، لإيصال أولا الموسيقى الكلاسيكية إلى مختلف الجماهير، وثانيا الدول المشاركة سيكون لها المجال للتعرف على هذا البلد من خلال تنظيم حفلات خارج العاصمة، وأقولها مرة أخرى، الشيء الذي نتمناه أيضا أن تعم هذه التظاهرة في الدول العربية التي تتمتع بوجود أوركسترا.
من خلال نشاطاتكم وجولاتكم، هل ترون بأن الموسيقى الكلاسيكية تمكنت من كسر حاجز النخبوية، والوصول إلى الشعبوية؟
أعتقد أن قاعة المسرح التي تحتضن التظاهرة، خير دليل على أن هناك شعبية متنامية للموسيقى الكلاسيكية في الجزائر، ونتمنى أن ينتشر أكثر لدى مختلف الفئات والشعوب.
وهل ترون بأن مثل هذه المهرجانات نجحت في خلق تواصل ثقافي وفني بين مختلف الدول العربية، أو هي مجرد لقاءات مناسباتية تنتهي بانتهاء الحدث؟
والله، عمليا على أرض الواقع، اتفقت أوركسترا مكتبة الإسكندرية، والاوركسترا الوطنية الجزائرية، أن نقيم حفلات توأمة ما بين الأوركسترا المصري والجزائري، في كلا البلدين، وهو ما سيجسد التعاون أكثر، ويخلق جسورا للتواصل الثقافي والفني.
وهذه الاتفاقيات ناجمة بالتأكيد من خلال التقائنا في الجزائر في إطار المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى الكلاسيكية.. ولذلك نحن نتمنى أن يعم مهرجان الموسيقى الكلاسيكية، لما له أهمية في تمتين العلاقات على مختلف الأصعدة بين الدول.
هشام جبر في سطور
قائد أوركسترا دائم لأوبرا القاهرة، ومدير مكتبة الفنون للإسكندرية، تابع تكوينه في قيادة الأوركسترا بمصر ثم بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية مع عدد من قائدي الأوركسترا أمثال كريستوف مولار، جون جاك ويرنار وكريس كيم..
كقائد أوركسترا ومؤلف موسيقي، تعاون هشام جبر مع أوركسترات ومؤسسات فنية من جميع أنحاء العالم، منذ بداية 1990 ألّف جبر موسيقى للأفلام وللأشرطة الوثائقية وكذا الأعمال المسرحية، ومن بين مؤلفاته الأخيرة “ابن بطوطة أمير المسافرين”.